ثانوية معاش ابراهيم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثانوية معاش ابراهيم


    سير أهل السنة والجماعة

    yahia cherif
    yahia cherif
    مدير العام
    مدير العام


    عدد المساهمات : 127
    تاريخ التسجيل : 02/03/2012
    العمر : 28
    الموقع : عين التوتة

    سير أهل السنة والجماعة Empty سير أهل السنة والجماعة

    مُساهمة من طرف yahia cherif الأحد نوفمبر 11, 2012 1:26 pm

    الشيخ عبد الرحمن السعدي









    إسمه ونشأته
    هو الشيخ العلامة الزاهد الورع الفقيه الأصولي المفسر عبدالرحمن بن ناصر بن
    عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي من نواصر من بني عمرو أحد البطون الكبار
    من قبيلة بني تميم.

    ومساكن بعض بني عمرو بن تميم في بلدة قفار إحدى القرى المجاورة لمدينة حائل عاصمة المقاطعة الشمالية من نجد.

    قدمت أسرة آل سعدي من بلدة المستجدة أحد البلدان المجاورة لمدينة حائل إلى
    عنيزة حوالى عام 1120هـ ، أما نسبه من قبل والدته فأمه من آل عثيمين، وآل
    عثيمين من آل مقبل من آل زاخر البطن الثاني من الوهبة، نسبة إلى محمد بن
    علوي بن وهيب ومحمد هذا هو الجد الجامع لبطون الوهبة جميعاً وآل عثيمين
    كانوا في بلدة أشيقر الموطن الأول لجميع الوهبة ونزحوا منها إلى شقراء فجاء
    جد آل عثيمين وسكن عنيزة وهو سليمان آل عثيمين وهو جد المترجم له من أمه.

    ولد في مدينة عنيزة في الثاني عشر من شهر الله المحرم سنة ألف وثلاثمائة وسبع للهجرة النبوية الشريفة.

    وتوفيت أمه سنة 1310هـ، وتوفي والده سنة 1313هـ فعاش يتيم الأبوين، وكان
    والده من أهل العلم والصلاح، وكان إماماً في مسجد المسوكف في عنيزة.

    ولما توفي والده عطفت عليه زوجة والده، وأحبته أكثر من حبها لأولادها،
    فكان عندها موضع العناية؛ فلما شبَّ عن الطوق صار في بيت أخيه الأكبر حمد،
    واعتنى به أخوه حمد عناية فائقة، وكان يجله، ويناديه باسم الشيخ، وكان
    الشيخ عبدالرحمن يخاطب أخاه باسم الوالد، ويقول له باللهجة العامية: (يبه) _
    كما أفاد بذلك ابنُ أخيه عبدُالرحمن بنُ حمد _.

    وقد أقر الله عين حمد بأخيه الشيخ عبدالرحمن؛ حيث رأى أخاه والأنظار ترنو
    إليه بعين التجلة، والإكبار؛ لعلمه، وفضله، ومكانته. وقد امتد العمر بـ:
    حمد؛ فتجاوز المائة، وعاش بعد أخيه الشيخ عبدالرحمن اثنتي عشرة سنة؛ حيث
    توفي سنة 1388هـ، وهو يكبر الشيخ بما يزيد على عشرين سنة تقريباً _ كما
    أفاد بذلك عبدالرحمن بن حمد _.

    فنشأ نشأة صالحة كريمة، وعرف من حداثته بالصلاح
    والتقى ، وقال الشيخ محمد العثمان القاضي في ما يرويه عن أبيه الشيخ عثمان
    أن الشيخ عبدالرحمن قد خرج إلى صلاة الفجر صباح سطوة آل سليم وله من العمر
    خمس عشرة سنة والقصر فيه الرماة والناس كلهم متحصنون في منازلهم خوفاً على
    أنفسهم فقابله بعض الناس فقالوا إلى أين تريد فقال لصلاة الفجر فضربوه حتى
    ألجأوه إلى الرجوع إلى منزله. وأقبل على العلم بجد ونشاط وهمة وعزيمة فحفظ
    القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره، واشتغل
    بالعلم على علماء بلده والبلاد المجاورة لها ومن يرد إلى بلده من العلماء
    وانقطع للعلم وجعل كل أوقاته مشغولة في تحصيله حفظاً وفهماً ودراسة ومراجعة
    واستذكاراً حتى أدرك في صباه ما لا يدركه غيره في زمن طويل.

    ولما رأى زملاؤه في الدراسة تفوقه عليهم ونبوغه تتلمذوا عليه وصاروا
    يأخذون عنه العلم وهو في سن البلوغ، فصار في هذا الشباب المبكر متعلماً
    ومعلماً. وما أن تقدمت به الدراسة شوطاً حتى تفتحت أمامه آفاق العلم فخرج
    عن مألوف بلده من الاهتمام بالفقه الحنبلي فقط إلى الاطلاع على كتب التفسير
    والحديث والتوحيد وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الذي فتقت
    ذهنه ووسعت مداركه فخرج من طور التقليد إلى طور الاجتهاد المقيد فصار يرجح
    من الأقوال ما رجحه الدليل وصدقه التعليل. ثم كاتب علماء الأمصار ومفكري
    الآفاق في جديد المسائل وعويصات الأمور حتى صار لديه جرأة وجسارة على
    محاولة تطبيق بعض النصوص الكريمة على بعض مخترعات هذا العصر وحوادثه، فهذه
    همته وعزيمته في تحصيل العلم .

    أما بذله العلم ونشره إياه فإنه صرف أوقاته كلها للتعليم والافادة
    والتوجيه والارشاد فلا يصرفه عن حلق الذكر ومجالس الدرس صارف، ولا يرده
    عنها راد، إلا ما يتخلله من الفترات الضرورية. فاجتمع إليه الطلبة وأقبلوا
    عليه واستفادوا منه كما قدم عليه الطلاب من البلاد المجاورة لبلده لما
    اشتهر به من سعة العلم وحسن الافادة وكريم الخلق ولطف العشرة.

    كما وردت إليه الأسئلة العديدة فأجاب عليها بالأجوبة السديدة وكان حاضر الجواب سريع الكتابة بديع التحرير سديد البحث.

    فلما بلغ أشده ونضج علمه ورسخ قدمه شرع في التأليف ففسر القرآن الكريم
    وبين أصول التفسير وشرح جوامع الكلام النبوي ووضح أنواع التوحيد وأقسامه
    وهذب مسائل الفقه وجمع أشتاتها ورد على الملاحدة والزنادقة والمخالفين وبين
    محاسن الإسلام كل ذلك في كتب ورسائل طبعت ووزعت ونفع الله بها.

    والقصد أنه صار مرجع بلاده وعمدتهم في جميع أحوالهم وشئونهم فهو مدرس
    الطلاب، وواعظ العامة وإمام الجامع وخطيبه، ومفتي البلاد وكاتب الوثائق
    وحرر الأوقاف والوصايا وعاقد الأنكحة ومستشارهم في كل ما يلمهم.

    وكان لا ينقطع عن زيارتهم في بيوتهم ومشاركتهم في مجتمعاتهم ومع هذا بارك
    الله في أوقاته فقام بهذه الأشياء كلها ولم تصرفه عن التأليف والمراجعة
    والبحث فأعطى كل ذي حق حقه.

    مشائخه
    - الشيخ محمد بن عبدالكريم الشبل 1257_1343هـ وتلقى العلم عن علماء الحرمين
    الشريفين، ورحل إلى مصر، والشام، والعراق، والكويت، فحصل على علم غزير.

    2- الشيخ العابد المقرئ المجود عبدالله بن عائض 1249_ 1322 هـ.

    وقد كان رحمه الله حسن الخط, جميل الصوت, إمام مسجد الجوز في عنيزة.

    وقد تلقى العلم على مشائخ كبار في مكة, ومصر, وكذلك تلقى على كبار علماء
    نجد كالشيخ عبدالله أبابطين رحمه الله. وكان له مواقف عجيبة, ومنها أن
    وفاته كانت في مقبرة عنيزة وذلك لما انتهى من دفن أحد الموتى.

    (وهما أول من قرأ عليهما)


    3- الشيخ إبراهيم بن جاسر 1241_ 1338هـ كان _ يرحمه الله _ يحفظ الصحيحين,
    وقال عنه الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: (إنه يستحضر شرح النووي عن
    مسلم).

    وقد تلقى الشيخ إبراهيم العلم عن علماء الشام, وفي صالحية دمشق، ولازم علماء الحنابلة في نابلس.

    4- الشيخ صعب بن عبدالله التويجري 1253_ 1339هـ وقد كان من العباد
    المعروفين بكثرة قراءة القرآن، وقيل: إنه كان يقرأ القرآن وهو نائم.

    5- الشيخ علي بن محمد السناني1263_1339هـ وكان لهذا الشيخ يد طولى في التفسير, والحديث, وكان رحمه الله ذا خط جميل جداً .

    6- الشيخ علي بن ناصر بن وادي ادي 1273_1361هـ علم بحر في علم الحديث الذي
    أخذه عن علماء الحديث في الهند ومنهم الشيخ نذير حسين, والشيخ صديق حسن,
    وكان ذا خلق وعبادة, وقد أجاز الشيخ عبد الرحمن في مروياته.

    7- الشيخ محمد العبدالله آل سليم في بريدة.

    8- الشيخ محمد الأمين الحسني الشنقيطي (نزيل الزبير)، وقد تأثر به الشيخ
    في طريقته في التدريس، وأسلوبه في التعليم، وهو ليس صاحب أضواء البيان _
    رحم الله الجميع _.

    9- الشيخ صالح بن عثمان القاضي 1282_1351هـ وقد لازمه الشيخ عبدالرحمن, وجلس بعده للتدريس.

    وقد رحل الشيخ صالح إلى مكة، ومصر لطلب العلم.

    10- الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع 1300_1385هـ وقد كان مدير عام
    المعارف سنة 1365هـ، وصاحب المؤلفات المشهورة، وقد أخذ عن علماء بغداد
    والبصرة، ومصر، ودمشق.

    11- الشيخ المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى 1270_1343هـ درس رحمه الله على
    علماء العراق، والهند، وأجاز الشيخ عبدالرحمن في مروياته من كتب الحديث.



    قرأ على كل واحد من هؤلاء العلماء بفنه الذي يجيده واختصاصاتهم معروفة.

    فابن شبل وابن عائض والتويجري وصالح آل عثمان، بالفقه وأصوله.

    وابن وادي وابن جاسر بالتفسير والحديث وأصولهما.

    والسناني وابن سليم بالتوحيد.

    والشنقيطي وابن مانع بالعلوم العربية.

    وصفه الخلقي

    كان ذا قامة متوسطة، شعره كثيف، ووجهه مستدير ممتلئ طلق، ولحيته كثَّة،
    ولونه أبيض مشرب بحمرة.وكان شعره في شبيبته في غاية السواد، وبعدما كَبِر
    قليلاً صارت لحيته في غاية البياض؛ حيث ابيضَّت لحيته وهو في الثامنة
    والعشرين من عمره تقريباً _ كما أفاد بذلك ابنه محمد _. وكان على وجهه حسن،
    ونور، وصفاوة.

    أخلاقه

    كان رحمه الله آية باهرة في الأخلاق؛ فكان رحيماً بالناس، متودداً لهم، محباً لنفعهم، صبوراً عليهم.

    وكان طلق ا لمحيا، ذا دعابة ومرح، لا يُعْرَفُ الغضب في وجهه، وكان ينزل
    الناس منازلهم، ويحرص على القرب منهم، وإجابة دعواتهم، وزيارة مرضاهم،
    وتشييع جنائزهم.

    وكان على جانب كبير من عفة اليد، ونزاهة العرض، وعزة النفس، وكان محباً
    لإصلاح ذات البين؛ فما من مشكلة تعرض عليه إلا ويسعى في حلها برضا من جميع
    الأطراف؛ لما ألقى الله عليه من محبة الخلق له، وانقيادهم لمشورته.

    ولقد كان محل التقدير والثناء عند الخاصة والعامة، ولقد أثنى عليه كثير من علماء عصره.

    قال عنه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: (... كان رحمه الله كثير
    الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل، وكان عظيم
    العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم، وكان يرجح
    ما قام عليه الدليل، وكان قليل الكلام إلا فيما ترتب عليه فائدة، جالسته
    غير مرة في مكة والرياض، وكان كلامه قليلاً إلا في مسائل العلم، وكان
    متواضعاً، حسن الخلق، ومن قرأ كتبه عرف فضله وعلمه، وعنايته بالدليل، فرحمه
    الله رحمة واسعة).

    وسئل سماحة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله عن رأيه في كتاب
    تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي فقال: (هو تفسير جيد، وله أقوال جيدة، مع أن
    مراجعتي له قليلة، لكن في حدود اطلاعي عليه تبين لي أنه متحرر الرأي
    والنظر بضوابط الشرع، وليس عنده جمود أو تعصب.

    وقد التقيته في دمشق قبل أكثر من أربعين سنة، وآنست منه علماً جماً، ورأيت
    فيه تواضع العلماء وهو _ في هذا _ كسائر علماء نجد، يذكروننا بأخلاق
    العلماء المتقدمين وتواضعهم، وليس كغيرهم ممن جعلهم علمهم مغرورين
    متكبرين...).

    وقال عنه سماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله: (... فإن من قرأ مصنفاته
    _ابن سعدي_ وتتبع مؤلفاته، وخالطه وسبر حاله أيام حياته _ عرف منه الدأب
    في خدمة العلم اطلاعاً وتعليماً، ووقف منه على حسن السيرة، وسماحة الخلق،
    واستقامة الحال، وإنصاف إخوانه وطلابه من نفسه، وطلب السلامة فيما يجر إلى
    شر، أو يفضي إلى نزاع أو شقاق، فرحمه الله رحمة واسعة...).

    وقال عنه سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: (... إن الرجل
    قلَّ أن يوجد مثله في عصره في عبادته وعلمه وأخلاقه، حيث كان يعامل كُلاً
    من الصغير والكبير بحسب ما يليق بحاله، ويتفقد الفقراء، فيوصل إليهم ما يسد
    حاجتهم بنفسه، وكان صبوراً على ما يَلُمُّ به من أذى الناس، وكان يحب
    العذر ممن حصلت له هفوة، حيث يوجهها توجيهاً يحصل به عذر من هفا...).

    وقال عنه فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله: (... لقد عرفت الشيخ
    عبدالرحمن بن ناصر السعدي من أكثر من عشرين سنة، فعرفت فيه العالم السلفي
    المدقق المحقق الذي يبحث عن الدليل الصادق، وينقب عن البرهان الوثيق، فيمشي
    وراءه لا يلوي على شيء...).

    وقال: (... عرفت فيه العالم السلفي، الذي فهم الإسلام الفهم الصادق، وعرف
    فيه دعوته القوية الصادقة إلى الأخذ بكل أسباب الحياة العزيزة القوية
    الكريمة النقيَّة...).

    أعماله

    قام رحمه الله بأعمال جليلة أعظمها دروسه العلمية، وخطبه المنبرية، وتأسيسه
    وتشجيعه لكثير من الأعمال والمشاريع الخيرية. وكان مرجع بلدته عنيزة في
    جميع الأمور؛ فهو المدرس، والواعظ، وإمام الجامع، وخطيبه. وهو المفتي،
    وكاتب الوثائق، ومحرر الوصايا، وعاقد الأنكحة، ومستشار الناس فيما ينوبهم،
    كل ذلك كان يؤديه حسبةً لله دون مقابل مادي. وقد عرض عليه القضاء عام
    1360هـ فأبى، وتكدر كثيراً حتى إنه كان يغمى عليه في بعض الأوقات، وكان لا
    يشتهي الطعام، حتى يسر الله له التخلص منه. وكان يشرف على المعهد العلمي في
    عنيزة عندما أُسس عام 1373هـ دون مقابل

    علمه ومؤلفاته

    حرص الشيخ رحمه الله منذ نشأته على طلب العلم، وأمضى حياته في العلم حفظاً، ودراسة، وتحصيلاً، وتدريساً لا يصرفه عنه صارف.

    وكانت له اليد الطولى، والأثر العظيم في النهضة العلمية في بلده عنيزة
    خاصة، وفي العالم الإسلامي عامة، ولا زالت آثاره تتجدد إلى يومنا هذا.

    وقد تخرج عليه أعداد كبيرة من الطلاب الذين صاروا بعد ذلك ممن يشار إليهم بالبنان.

    كما ترك رحمه الله عدداً كبيراً من المؤلفات النافعة في التفسير، والحديث، والأصول، والعقيدة، والفقه، والآداب ونحو ذلك.

    ومن هذه المؤلفات: خلاصة التفسير، والقواعد الحسان، والفتاوى، وبهجة قلوب الأبرار، وغيرها.

    وأعظم كتبه، وأشهرها وأكثرها سيرورةً في الناس _تفسيره المعروف بـ: (تيسير
    الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) أو ما يسمى بـ: (تفسير السعدي).

    ذلك التفسير المبارك الذي لقي قبولاً منقطع النظير، وطبع طبعات كثيرة، بل لا تكاد تخلو مكتبة أو مسجد من ذلك التفسير العظيم.

    ولقد كان له منهج منفرد متميز في ذلك التفسير؛ حيث عني عناية تامة بهداية
    القرآن، وأثره في صلاح القلوب، واستقامة أمر الدين والدنيا.

    كل ذلك بأسلوب جزل سهل واضح ميسور.

    وخلاصة القول أنها تزيد على ثلاثين مؤلفاً في أنواع العلوم الشرعيةمن
    التفسير والحديث والفقه والأصول والتوحيد ومحاسن الإسلام والرد على
    المخالفين والجاحدين وهي متداولة معروفة.

    تلاميذه


    تلاميذه كثيرون جداً فمنهم أفواج من أهل بلدة عنيزة ومنهم طوائف من غيرها وهم :

    1- الشيخ سليمان بن إبراهيم البسام.

    2- الشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوع.

    3- الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين وهو الذي قام بعده بإمامة الجامع وخطابته والوعظ والتدريس في المكتبة.

    4- الشيخ علي بن محمد بن زامل آل سليم وهو أعلم أهل نجد في زمننا هذا بالنحو.

    5- الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل عضو بالهيئة القضائية العليا بعد أن تقلب في عدة مناصب قضائية.

    6- الشيخ محمد بن منصور آل زامل مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.

    7- الشيخ سليمان بن صالح بن حمد البسام عم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام وكان من خاصته.

    8- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد البسام وكان من أحسن تلاميذه في إعادة الدرس بعد إلقائه من الشيخ المترجم له.

    9- الشيخ عبدالله بن محمد العوهلي مدرس بالمعهد العلمي بمكة المكرمة.

    10- الشيخ حمد بن محمد البسام مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.

    11- الشيخ عبدالعزيز بن محمد البسام وهو النائب عن شيخه في حياته في الإمامة والخطابة.

    12- الشيخ عبدالله بن حسن آل بريكان وهو مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.

    13- الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان مدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض وصاحب مؤلفات معروفة.

    14- الشيخ محمد بن سليمان بن عبدالعزيز البسام يقيم في مكة المكرمة ومدرس في الحرم المكي الشريف وكان من أخص أصحابه.

    15- الشيخ عبدالمحسن الخريدلي ولي القضاء في جيزان.

    16- الشيخ محمد الناصر الحناكي صار قاضياً في القويعية.

    17- الشيخ عبدالرحمن آل عقيل صار قاضياً في جيزان.

    18- الشيخ عبدالله المحمد المطرودي يحفظ صحيح البخاري بأسانيده.

    19- الشيخ محمد العبدالرحمن العبدلي.

    20- الشيخ عبدالله العبدالعزيز المطوع صار له مواقف مشهورة حين قيام الأخوان وصولتهم.

    21- الشيخ محمد العبدالله المانع من الطلاب المدركين.

    22- الشيخ سليمان المحمد الشبل صار مدرساً في مدارس مكة ومدارس عنيزة وله اطلاع.

    23- الشيخ إبراهيم المحمد العمود تقلب في عدة مناصب قضائية آخرها قضاء المنطقة الشرقية.

    24- الشيخ محمد الصالح الفضيلي قاضي تيماء.

    25- الشيخ عبدالعزيز العلي المساعد مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.

    26- الشيخ سليمان العبدالرحمن الدامغ له اطلاع في علوم العربية ومدرس بالرياض.

    27- الشيخ حمد المحمد المرزوقي مدرس في معهد النور.

    28- الشيخ صالح المحمد الزغيبي مدرس في الثانوية بمكة المكرمة.

    29- الشيخ صالح العبدالله الزغيبي إمام المسجد النبوي الشريف.

    30- الشيخ عبدالرحمن المحمد آل اسماعيل إمام وخطيب جامع الضبط ومدير الابتدائية الرحمانية بعنيزة.

    31- الشيخ حمد الصغير قاضي بلدة الرس.

    32- الشيخ عبدالله المحمد الصيخان مدرس بعنيزة.

    33- عبدالعزيز بن سبيل قاضي بالبكيرية ثم المدرس بالمسجد الحرام.

    34- الشيخ عبدالله الخضيري قاضي بلدة عفيف ثم مدرس بمعهد المدينة المنورة.

    35- الشيخ عبدالرحمن المحمد المقوش قاضي بالرياض ثم أحيل إلى التقاعد.

    36- الشيخ محمد الصالح الخزيم قاضي المذنب ثم عنيزة.

    37- الشيخ علي بن حمد الصالحي صاحب مؤسسة النور للطباعة والنشر.

    38- الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الشبيلي مدرس بالمعهد العلمي بعنيزة.

    39- الشيخ محمد بن عثمان بن صالح آل قاضي حفيد القاضي المشهور، وواعظ وإمام أحد جوامع عنيزة.

    40- الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام عضو هيئة كبار العلماء وصاحب كتاب علماء نجد وغيرها من الكتب المتداولة المشهورة.

    41- الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن حنطي قاضي الدرعية.

    42- الوجيه الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن زامل بن عبدالله آل سليم وهو
    من تلاميذه الأقدمين لأنه يقارب المترجم له في السن وهو من أعيان مدينة
    عنيزة وقد مدح شيخه المترجم له بقصيدة عندما كانا يشتغلان بالعلم منها هذه
    الأبيات:


    دع عنك ذكر الهوى واذكر أخا ثقة *** يدعو إلى علم لم يقعد به الضجر

    شمس العلوم ومن بالفضل متصـف *** مفتاح خير إلى الطاعات مبتـكر

    بحر من العلم نـال العلـم في صغر *** مع التقى حيث ذاك الفوز والظفر

    نال العـلا يافـعا تـعلو مراتبـه *** ففضله عند كل النـاس مشـتهر

    بالـفقه في الدين نال الخـير أجمعه *** والفقـه في الـدين غصن كله ثمر

    مرضه وفاته

    أصيب عام 1371هـ قبل وفاته بخمس سنين بمرض ضغط الدم، وتصلب الشرايين، فكان
    يعتريه مرة بعد أخرى إلى أن توفاه الله قبل طلوع فجر يوم الخميس 23 سنة
    1376هـ عن تسع وستين سنة

    مصادرنا في هذه الترجمة :

    1- كتاب علماء نجد خلال ستة قرون للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام رحمه الله.

    2- كتاب روضة الناظرين عن علماء نجد وحوادث السنين للشيخ محمد بن عثمان القاضي حفظه الله.

    3- كتاب تراجم لسبعة علماء للشيخ محمد الحمد حفظه الله.






    سيرة عالم الجزائر الشيخ.د. محمد علي فركوس -حفظه الله-


    ١. اسمه ومولده:
    هو شيخنا القدوة حسنة الأيام أبو عبد المعز محمد علي بن بوزيد بن علي
    فركوس، وُلد بالقبَّة القديمة بالجزائر العاصمة في يوم الخميس التاسع
    والعشرين من ربيع الأول سنة ١٣٧٤ﻫ الموافق للخامس والعشرين من شهر نوفمبر
    سنة ١٩٥٤م.

    ٢. نشأته العلمية:
    لقد نشأ شيخنا -أيَّده الله- في محيط علمي وبيت فضل وجلالة و حُبٍّ للعلم
    وأهله، فكان لذلك أثره الواضح في نشأته العلمية، حيث أخذ نصيبه من القرآن
    الكريم، وطرفاً من العلوم الأساسية في مدرسة قرآنية على يد الشيخ محمد
    الصغير معلم.
    ثم التحق بالمدارس النظامية وحصل على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)،
    ثمّ أتمَّ دراسته في كلية الحقوق- والعلوم الإدارية لاشتمالها على جملة من
    المواد الشرعية كالفرائض والأحوال الشخصية [زواج، طلاق، هبة و وصية..]،
    وذلك لعدم وجود كليات متخصصة في العلوم الشرعية في ذلك الوقت.
    وقد ملك على الشيخ منذ صغره حُبُّه للعلم و النبوغ فيه، ولم يزل ذلك شغله
    الشاغل حتى منَّ الله تعالى عليه بالالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة
    النبوية ذاك الصرح العالي الذي يأوي إليه الباحثون ويجتمع عليه طلبة العلم
    من أصقاع الدنيا لمجالسة العلماء وملازمة الفقهاء ليفيدوا من علومهم
    ويستضيئوا بفهومهم ولاسيَّما حلقاتُ العلم الكثيرة المنتشرة في المسجد
    النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :"صلاة في مسجدي هذا أفضل من
    ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"وقد تخرَّج شيخنا من كلية الشريعة
    عام ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م بتقدير ممتاز.

    ٣. أبرز مشايخه:
    1- الشيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة
    النبوية والمدرَّس بالمسجد النبوي: درس عليه موطأ الإمام مالك رحمه الله.
    2- الشيخ عبد القادر شيبة الحمد: أستاذ الفقه و الأصول في كلية الشريعة.
    3- الشيخ أبو بكر الجزائري: المدرِّس بالمسجد النبوي وأستاذ التفسير بكلية الشريعة.
    4- محمد المختار الشنقيطي رحمه الله (والد الشيخ محمد): أستاذ التفسير بكلية الشريعة، ومدرِّس كتب السنة بالمسجد النبوي.
    5- الشيخ عبد الرؤوف اللّبدي: أستاذ اللغة بكلية الشريعة
    وقد استفاد من المحاضرات التي كان يلقيها كبار العلماء والمشايخ أمثال
    الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ حماد بن محمّد الأنصاري رحمهما الله تعالى.
    وكان حريصا على حضور المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كانت تناقش
    بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية من قِبَل الأساتذة والمشايخ
    الذين لهم قدم راسخة في مجال التحقيق ورحلة طويلة في البحث العلمي، وقد
    أكسبه ذلك منهجية فذَّة في دراسة المسائل العلمية ومناقشتها.
    وفي عام ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م حطَّ عصى التَّرحال واستقَرَّ به النوى في الوطن
    الحبيب، فكان من أوائل الأساتذة بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة
    الذي اعتُمد رسميا في تلك السنة، وقد عُيِّن فيه بعد ذلك مديرا للدراسات
    والبرمجة.
    وفي سنة ١٤١٠هـ/١٩٩٠م انتقل إلى جامعة محمد الخامس بالرباط لتسجيل أطروحة
    العالمية العالية (الدكتوراه)، ثمَّ حوَّلها - بعد مُدَّةٍ من الزمان - إلى
    الجزائر فكانت أول رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلية
    العلوم الإسلامية وذلك سنة ١٤١٧هـ/ ١٩٩٧م.
    ولا يزال إلى يوم الناس هذا مُدَرِّسا بهذه الكلية، مُسَخِّراً وقتَه
    وجُهدَه لنشر العلم ونفع الناس و الإجابة عن أسئلتهم، ولم تكن الكلية منبره
    العلمي والتربوي الوحيد في الدعوة إلى الله تعالى، بل كانت المساجد محطة
    علمية توافد عليها جموع طلبة العلم من كل الجهات، فأتم شرح روضة الناضر
    لابن قدامة المقدسي في علم الأصول بمسجد الهداية بالقبة ( العاصمة ) كما
    أتم شرحه على مبادئ الأصول لابن باديس بمسجد الفتح بباب الوادي ( العاصمة
    )، ودرّس القواعد الفقهية بمسجد أحمد حفيظ ببلكور ( العاصمة )، كما شرح
    رسائل لمشايخ الدعوة السلفية، وأجاب عن عدة أسئلة في مختلف العلوم والفنون
    وقد جمعت له في أشرطة وأقراص علمية. نسأله تعالى أن يُقَوِّيه على طاعته
    وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى اللهَ
    بقلب سليم.

    ٤. صفاته الخَلقية والخُلقية:
    من نِعَمِ الله تعالى على الشيخ أن وَهَبَه بسطة في العلم والجسم، فقد
    رُزِق قوةً جسمية وكمال هيئة وحُسنَ سَمْتٍ وجَمال وجهٍ ومظهر، وأتاه الله
    تعالى هيبة ووقارا، يحترمه الموالف والمخالف، وهو قريب الشَّبَهِ في شكله و
    صورتِه وصَوتِه بالشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، كما
    شهد بذلك من رآهما.
    وكُلُّ من خالطه واقترب منه عَلِمَ أنه عَلَمٌ في الفضيلة وكرمِ الخِلال
    ودماثة الأخلاق، سَهْلُ الجانب، كريمُ النفس، واسع الإيثار، حَسَنُ الألفة
    والمعاشرة، متين الحرمة، عالي الهِمَّة، كثير التحمُّل واسع الصدر للمخالف
    على جانب كبير من التواضع، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله
    أحداً.
    ومن أبرز المعالم في شخصية الشيخ حفظه الله تعالى:
    أ- حُسن قصده وسلامة طويَّته ومحبته لنفع الناس عامة وطلبة العلم خاصة،
    فلا تخلو صلاة من الصلوات الخمس إلاّ ومعه طائفة من السائلين والمستفيدين
    يقف معهم الساعة والساعتين يجيبُ هذا ويوَجِّه ذاك وينصح الثالث، وهكذا مع
    هدوء الطبع وسداد الرأي وعدم التبرُّم.
    وقد حدَّثنا يوماً عن طلبه للعلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
    فكان مما قاله:"كنت إذا استفدتُ فائدة فرحت بها فرحاً عظيما وتمنيتُ لو
    استطعت أن أطير بها إلى الجزائر لأبلِّغها للناس ثم أرجع إلى المدينة".
    فإذا كان المرء يحمل في نفسه هَمَّ الدعوة إلى الله وتبليغ الإسلام الصحيح
    إلى الناس، فإن علمه يثبت في صدره ولا يتفلت منه غالبا لنُبل مقصده وحسن
    نيَّته، خلافا لمن يحفظ للامتحانات أو لأغراض أخرى دنيوية، فإنَّ حفظه في
    الغالب يزول بزوال الغرض الذي حفظه من أجله.
    ب- دفاعه عن العقيدة السلفية و ذبُّه عن حياض السنة بأسلوب حكيم وطريقة
    مثلى، عملا بقوله تعالى ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِِّكَ بِالحِكْمَةِ
    وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ
    رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
    بِالُمهْتَدِينَ﴾[النحل ١٢٥]، فهو لا يداهن في مسائل التوحيد ولا يتنازل عن
    قضايا العقيدة، ويعرض قولَه بأسلوب علمي حكيم واضح مجتنبا مذهب الفظاظة في
    القول مما لم يأذن به الشارع، لأنَّ طريقة السِّباب والشتم في المجادلة
    يُحسنها كل أحد ولا يسلكها إلا العاجز عن إقامة الحجة ومن ضاق عطنُه عن
    بيان المحجَّة، فالذي ينبغي على الداعية الحرص على هداية الناس وإيصال الحق
    إليهم بطريقة شرعية تقبلها القلوب ولا تنفر منها الطباع، وأما من حاد عن
    السبيل وطعن في نحر الدليل، ففي قوارع التنزيل والألفاظ الشرعية ما يزجره
    ويردعه، ولله درُّ العلامة المعلمي حيث قال :"وفي النكاية العلمية كفاية إن
    كانت النكاية مقصودة لذاتها".
    ج- كثرة تحمُّله وشدة صبره وسعة صدره للمخالِف، يَزين ذلك سكينةٌ ووقار،
    ذلك في سكينة ووقار، فإنّ صاحب العلم والفُتيا أحوج ما يكون إلى الحلم
    والسكينة والوقار إذ هي كسوة علمه وجمالُه، وإذا فقدها كان علمُه كالبدن
    العاري من اللباس، كما قال بعض السلف:"ما قُرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى
    حلم"
    فكم من سائل جهل عليه في سؤاله فيحتمل ذلك منه ويعامله على قدر عقله ولا
    يخرج بسبب ذلك عن طوره وحُسن سمته، وكم من شخص آذاه فألان له الجانب وغمره
    بحلمه وقابل إساءته بإحسان فأزال بذلك ما في نفسه من الإِحَن، وما في صدره
    من الضغينة.
    وإن تعامله مع الناس ليُذَكِّرني بقول العلامة ابن القيم فيما يحتاجه
    المفتي :"فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضد الطيش والعَجَلة والحدَّة
    والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البَدَوات، ولا يَسْتَخِفُّه الذين
    لا يعلمون، ولا يٌقْلِقُه أهل الطيش والخفة والجهل، بل هو وقور ثابت ذو
    أناةٍ يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته
    للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة" (أعلام الموقعين ٤/٢٥١).
    د- تحقيقه العلمي وتوظيفه لعلم الأصول في المسائل الفقهية فإن المقصود من
    علم الأصول بناءُ الفقيه الحقّ الذي يحسن التعامل مع الأدلة بنفسه إذ لا
    يكون الفقه إلا بفهم الأدلة الشرعية بأدلتها السمعية الثبوتية من الكتاب و
    السنة والإجماع نَصّاً واستنباطاً (الاستقامة لابن تيمية ١/٦١)
    فالاجتهاد هو العلة الغائية لعلم الأصول، لكن الملاحظ عند كثير من
    المتأخرين انبتات الصلة بين الأصول والفقه كما قال بعضهم "أصبح الفقهاء
    يزرعون أرضا غير التي يحرثها لهم الأصوليون، فلا هؤلاء وجدوا لحرثهم من
    يزرعه، ولا أولئك زرعوا ما حرثه لهم الحارثون".
    وقد حرَص شيخنا على تطبيق علم الأصول وتوظيفه في المسائل الفقهية التي
    يدرسها معتنيا بالقواعد الفقهية التي يمكن إرجاع تلك الفروع إليها،
    ومبيِّناً في آخر كل مسألة سبب الخلاف فيها ليكون الطالب على دراية بمأخذ
    الأدلة، وأن اختلاف العلماء ليس بالتشهي ولا اتباع الهوى ولكن بسبب تجاذب
    الأدلة واختلاف المأخذ، فتكون المعلومات مرتبة في ذهن الطالب بحيث يربط
    الفرع بأصله محسنا للظن بالعلماء فيما اختلفوا فيه، مسطِّراً النهج السديد
    والسبيل الأمثل لدراسة مسائل الخلاف.
    هـ- عدم استنكافه عن الرجوع إلى الحق والانصياع إليه:
    من محاسن شيخنا - وفقه الله - قبولُه للنّقد وتواضعه للحق وعدم استكباره
    عن الرجوع إلى الصواب إذا ظهر له، فكم من مسألة يستشكلها بعض الطلاب
    ويراجعونه فيها ولو شاء أن يجد مخرجاً لفعل ولكن إنصافه يمنعه من ذلك
    فيَعِد بمراجعة المسألة والنظر فيها، فإذا ظهر له الصواب مع المعتَرض صرَّح
    بذلك وأذعن إلى الحق، مطمئِنَّ النفس مرتاح البال لأنه يطلب الحق وينشد
    الصواب، وهذا هو أعظم أنواع التواضع وهو التواضع للنصوص الشرعية والرجوع
    إلى الحق، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.

    ٥. مؤلفاته العلمية:
    تمتاز مؤلفات شيخنا -حفظه الله- بالأسلوب العلمي الرصين وتدقيق النظر في
    المسائل وتأصيلها والحرص على ذكر سبب الخلاف ومأخذه وقد لقيت قبولا عند
    المشايخ وطلبة العلم، ومن هذه المؤلفات:
    1) تقريب الوصول إلى علم الأصول لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جُزَيّ
    الكلبي الغرناطي (ت ٧٤١هـ) دراسة وتحقيق. طبع بدار الأقصى - القاهرة
    ١٤١٠هـ.
    2) ذوو الأرحام في فقه المواريث -تأليف- وهي رسالة في العالمية ( الماجستير ) طبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر ١٤١٣هـ.
    3) الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل للإمام أبي الوليد
    الباجي (ت ٤٧٤هـ) دراسة وتحقيق، طبع بالمكتبة المكية - السعودية.
    4) مفتاح الأصول إلى بناء الفروع على الأصول - ويليه: كتاب مثارات الغلط
    في الأدلة للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الحسني التلمساني (٧٧١هـ /
    ١٣٧٠م) دراسة وتحقيق ، وهي رسالة في العالمية (الدكتوراه) بعنوان " أبو عبد
    الله الشريف التلمساني وآثاره الفقهية والأصولية"، طبع بمؤسسة الريان
    الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م. وطبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر ١٤٢٠هـ /
    ١٩٩٩م.
    5) مختارات من نصوص حديثية في فقه المعاملات المالية - القسم الأول - دار الرغائب و النفائس - الجزائر ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م.
    6) الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت
    ١٣٥٩هـ / ١٩٤٠م ) دار الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى ١٤٢١هـ /
    ٢٠٠٠م.

    سلسلة " فقه أحاديث الصيام ":
    7) 1- حديث تبييت النية. درا الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م.
    Cool 2- حديث النهي عن صوم يوم الشك. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
    9) 3- حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى - ١٤٢٢هـ / ٢٠٠١م.
    10) 4- حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ / ٢٠٠٢م.

    سلسلة " ليتفقهوا في الدين ":
    11) 1- طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م.
    12) 2- المنية في توضيح ما أشكل من الرقية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة 2. ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
    13) 3- فرائد القواعد لحلِّ معاقد المساجد. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. ١٤٢٣هـ / ٢٠٠٢م.
    14) 4- محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى ١٤٢٣هـ / ٢٠٠٢م..
    15) 5- الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد. مكتبة دار الريان – الجزائر. الطبعة الأولى ١٤٢٠هـ / ٢٠٠٠م .
    16) 6- مجالس تذكيرية على مسائل منهجية. دار الرغائب والنفائس- الجزائر ١٤٢٤هـ / ٢٠٠٣م.
    17) 7- ٤٠ سؤالاً في أحكام المولود ومعه التذكرة الجلية في التحلي بالصبر عند البلية - دار الرغائب و النفائس ١٤٢٥هـ / ٢٠٠٤م.
    18) 8- العادات الجارية في الأعراس الجزائرية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر ١٤٢٦هـ / ٢٠٠٥م.
    19) مقالة في مجلة "الرسالة" الصادرة من وزارة الشؤون الدينية تحت عنوان
    "حكم التسعير: هل التسعير واجب أم ضرورة في الشريعة الإسلامية؟".
    20) مقالة في مجلة "الموافقات" الصادرة من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر تحت عنوان:"حكم بيع العينة".
    21) مقالة في مجلة "منابر الهدى" تحت عنوان :"اعتبار اختلاف المطالع في ثبوت الأهلة وآراء الفقهاء فيه".

    مؤلفات قيد الإصدار:
    1) من سلسلة " ليتفقهوا في الدين " العدد التاسع (حول مسائل الحج).
    2) الإنارة في التعليق على كتاب الإشارة لأبي الوليد الباجي.
    3) شرح و تعليق على العقائد الإسلامية للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت ١٣٥٩).

    و قد ناقش الشيخ العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
    1) الرخصة الشرعية وأثرها في القضايا الفقهية (دكتوراه) للباحث كمال بوزيدي.
    2) دلالة الأفعال النبوية و أثرها في الفقه الإسلامي (دكتوراه) للباحث عبد المجيد بيرم.
    3) الإمام العلامة ابن خويز البصري البغدادي وآراؤه الأصولية دراسة استقرائية تحليلية مقارنة (دكتوراه) للباحث ناصر قارة.
    4) الجدل عند الأصوليين بين النظرية والتطبيق (دكتوراه) للباحث مسعود فلوسي.
    5) أبو إسحاق الاسفراييني وآراؤه الأصولية جمع ودراسة (دكتوراه) للباحث علي عزوز.
    6) فتاوى النوازل (الأحوال الشخصية بين ابن تيمية و الونشريسي أنموذجا) دراسة نظرية تطبيقية (دكتوراه) للباحث ميلود سرير.
    7) أحكام المساقاة في الشريعة الإسلامية (ماجستير).
    Cool التوقف عند الأصوليين دراسة تحليلية نقدية (ماجستير).
    9) حروف الإضافة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء (ماجستير).
    10) أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم المجردة وموقف العلماء من دلالتها على الأحكام الشرعية (ماجستير).
    11) أنواع السنة وكيفية بيانها للأحكام – دراسة أصولية - (ماجستير).
    12) طرق الوقاية من الجريمة في الشريعة وقانون العقوبات الجزائري (ماجستير).
    13) كتاب فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد -دراسة و تحقيق- (ماجستير).
    14) القواعد الأصولية المستخرجة من كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد وبيان مذهبه فيها (ماجستير).

    كما أشرف على الكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
    1) آراء ابن القيم الأصولية (دكتوراه) للباحث عبد المجيد جمعة.
    2) آراء ابن عبد البر الفقهية (ماجستير).
    3) الاختيارات الفقهية لابن رشد (ماجستير).
    4) التداوي بالمحرمات أحكامه و أحواله (ماجستير).
    5) الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ماجستير).
    6) صوارف الأمر والنهي للاستحباب والكراهة وتطبيقاتها الفقهية (ماجستير).
    7) مفهوم الحصر وآثاره الأصولية والفقهية (ماجستير).
    Cool الأحكام الكبرى -كتاب الأذان للإمام ابن كثير- دراسة وتحقيق (ماجستير).
    9) الغرر وأثره في عقود المعاوضات المالية (ماجستير).
    10) إجماعات النووي -جمع ودراسة- (ماجستير).
    11) التصحيح والتوضيح للمنقول عن الشافعي في علم الأصول -تنصيصا وتخريجا- (ماجستير).
    12) الآراء الأصولية لأبي بكر الصيرفي -جمع و دراسة وتحقيق- (ماجستير).
    13) مراحل الحمل بين الشريعة والطب المعاصر وآثارها الفقهية (ماجستير).
    14) تخريج الفروع والأصول على الأصول -دراسة نظرية تطبيقية- (ماجستير).
    15) القاضي عبد الوهاب أصوليا (ماجستير).
    16) إعمال أولوية التأسيس على التأكيد في مجالي الفقه والأصول (ماجستير).
    17) إبراز الحكم من حديث "رفع القلم" للإمام تقي الدين السبكي (ماجستير).
    18) دلالة مفهوم المخالفة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء -باب النكاح أنموذجا- (ماجستير).
    19) المنهج الأصولي و تفريعاته الفقهية عند الحافظ ابن خزيمة في كتابه "الصحيح" (ماجستير).
    20) المماثلة في القصاص فيما دون النفس -دراسة فقهية مقارنة- (ماجستير).
    21) الآثار الفقهية المترتبة على الاختلاف في الحكم على الحديث من خلال
    كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد -دراسة حديثية فقهية-
    (ماجستير).
    22) طرق دفع التعارض بين الأدلة الشرعية عند أبي جعفر الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار" و"شرح معاني الآثار" (الماجستير).

    وللشيخ مقالات نشرت في مجلة منابر الهدى، وإجابات عن أسئلة وردت عليه من
    مختلف مناطق الجزائر ومن خارج الجزائر منها المكتوب بخطه ومنها المسجل في
    أشرطة في العقيدة والمنهج والفقه والأصول و نصائح دعوية، لا يزال سائرا على
    هذا الدرب بخطى ثابتة وهمة عالية، نسأل الله تعالى أن يبارك في جهوده
    ويجعلها في ميزان حسناته وأن يسلك به سبيل العلماء العاملين إنه ولي ذلك
    والقادر عليه، والحمد لله ربّ العالمين.
    موقع الشيخ:www.ferkous.com

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 9:21 am