ثانوية معاش ابراهيم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثانوية معاش ابراهيم


    "بوتفليقة "..مهما كبرت في الجزائر فهنالك من هو أكبر منك ويحكمك من وراء الستار

    yahia cherif
    yahia cherif
    مدير العام
    مدير العام


    عدد المساهمات : 127
    تاريخ التسجيل : 02/03/2012
    العمر : 28
    الموقع : عين التوتة

    "بوتفليقة "..مهما كبرت في الجزائر فهنالك من هو أكبر منك ويحكمك من وراء الستار Empty "بوتفليقة "..مهما كبرت في الجزائر فهنالك من هو أكبر منك ويحكمك من وراء الستار

    مُساهمة من طرف yahia cherif الخميس أبريل 12, 2012 11:21 am

    منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــول


    تذكرت وأنا أطالع خبر محاكمة جنرالات تركيا ومحاسبتهم قصة بوتفليقة مع
    جنرالاته، حيث سارعت إلى الكمبيوتر لإعادة مشاهدة خطاب بوتفليقة في ولاية
    تيزي وزو بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الجزائرية سنة 1999 والكلام الكبير
    والعريض والطويل الذي قاله عن الجنرالات حتى حسب الشعب الجزائري المسكين
    أنّه على بعد خطوة أو أقل من نهاية الجنرالات والفساد والاحتكار والرشوة...
    في الجزائر وأنّ بوتفليقة المخلص والمنقذ الوحيد.
    ففي سنة 1999 وأثناء حملته الانتخابية كان الشعب الجزائري يرى بوتفليقة على
    أنه السياسي المحنك والدبلوماسي الأنيق اللامع والخطيب المفوّه والملاك
    السخي الطيب، بوتفليقة رسول السلام والحب وسيد المصالحة والوئام، بوتفليقة
    الرسول المبعوث رحمة للجزائر وخدمة للشعب والبشرية ونشراً للعدل والإحسان و
    التسامح.
    بوتفليقة جوهرة إفريقيا والعالم العربي والإسلامي وبن الخطاب الجزائري
    وصلاح الدين الأيوبي العصر الحديث ومخلص الجزائر ومنقذ الجزائريين وإمام
    المسلمين ورئيس رؤساء الجزائر وسيد الدبلوماسية والسياسة.
    سأزيد لكم ولن أرحمكم ولا أتوقف عند هذا الحد لأن عبد العزيز بوتفليقة
    الرئيس الأوحد والقائد الفذ والزعيم التاريخي وبركة الجزائر ووحيد الدهر
    وشبيه البحر وقلب الجزائر النابض وحبيب الملايين، ونصير المستضعفين.

    قال الرئيس والزعيم والقائد الجزائري في خطابه بمدينة تيزي وزو سنة 1999:
    (اقرأ وعمر راسك يا مواطن ويا مواطنة): { وأنا كيفاش نثق فيكم باش تمشوا
    أمعايا؟ باغيين (تريدون) أندير ثورة وحدي... تسالوني عندي ليجينروا
    (الجنرالات). تسألوني عندي 15 تسألوني على 20 . ممكن كاين 15 أو 20 أو 30
    لكني محتاجكم كلكم باش أنسقموا الأمور (كي نصلح الأمور) محتاجكم كلكم...
    أما يا جماعة الخير... أما يا الوجوه الزينة إذا كان ايديرولي كيما les
    arènes de rome (حلبات المصارعة في روما القيصرية)... أنتو ما هاك وأنا...
    قال هاوليك السبع روح أقتلوا... (ها هو الأسد اذهب و اقتله) إذا أقتلت
    السبع تصفقوا علي، وإلا السبع أكلاني تصفقوا على السبع... ( إذا قتلت الأسد
    تصفقون عليّ وإذا الأسد قتلني تصفقون عليه) قولوا... إذا c'est ça ce que
    vous voulez si.. أنا مستعد أن أستشهد في سبيل الله من أجل الجزائر..}.

    كلام جميل ورائع وثوري، كم انتظرنا يا سيادة الرئيس هذه اللحظة التي تقتل
    فيها السبع (الأسد) فنصفق لك أو يقتلك الأسد وتستشهد في سبيل الله ومن أجل
    الجزائر فنبكيك وتدخل التاريخ من الباب الواسع. أين ما وعدت به يا فخامة
    الرئيس أم أنك لم تنزل يوما إلى الحلبة لملاقاة الجنرالات. أم أنّ الشعب لم
    يكن معك ليساعدك وأنت تقاتل، وأنت الذي فزت في العهدات الثلاث بـ 99.99 %،
    وها قد مرت 13 سنة ولم تتحقق ثورتك يا ريّس، يا بوتفليقة لا تستطيع فعل
    أي شيء، يعني وبكل بساطة: (ما درت وما تدير والوا ) لأنك وببساطة لا
    تستطيع ولأن خطابك يا سيادة الرئيس لا يعدوا أن يكون مسرحية رديئة
    للتمسخير بالشعب الجزائري المضحوك عليه لسنوات طوال. كلما أنتهي من مشاهدة
    وإعادة مشاهدة مقطع الرئيس وهو يلقي هذا الكلام الكبير والجميل أضرب كفا
    بكف وأقول متحسراً: يا لها من مخادعة عظمى، يا عيني على بوتفليقة.
    يقولون: إنّ لكل دولة جيشا يخدمها، إلا في الجزائر (وهي ليست وحدها) فإن
    فيها دولة تخدم الجيش! فكيف للدولة الخادمة أن تخرج من قبضة سيد القرار
    الجيش (يعني الجنرالات). ولعل كلام رئيس الدولة مجرد تكرار لكلام قاله
    سابقا جمال عبد الناصر بعد تمثيلية محاولة اغتياله: ((إن مت فإنه يكفيني
    أني زرعت فيكم العزة والكرامة)) وبعدها اهتزت مصر تصفيقا لهذا الخطاب وقال
    بعد ذلك عباس محمود العقاد معلقا: ((يومها عرفت أنه لم يبق في مصر رجل
    واحد)). وعلى هذا المنوال سار بوتفليقة وجماعته تضليلا وتمسخراً وضحكاً على
    الشعب الجزائري.

    لماذا لم ينزل بوتفليقة إلى الحلبة لملاقاة الأسد (الجنرالات)؟ وهل يستطيع بوتفليقة ملاقاته؟
    و كيف جاء بوتفليقة أساسا إلى الحكم؟ ومن أوصله إلى الكرسي؟
    و من كان يقصد بالجنرالات سي بوتفليقة؟

    "بوتفليقة"... كيف جاء إلى الحكم؟
    لا يحتاج السؤال إلى ذكاء أو تفكير طويل حتى نعرف أنّ بوتفليقة جاء إلى
    الحكم بطرق غير شرعية، ولا يوجد إنسان على القطر الجزائري اليوم إلاّ ويعرف
    أنّ في الجزائر لا يوجد رئيس منتخب بشكل شرعي، والرئيس "ايجيبوه لجنيروا (
    يجيء به الجنرالات) ويحطوه ( يجلسونه) على كرسي الرئاسة".
    والطريق الوحيد نحو كرسي الرئاسة هو الجيش، ولا يمكن لأي مرشح غير مرشح
    الجيش والجنرالات أن يفوز ولو كان مؤيداً بمعجزات عيسى وموسى، وهذا بات
    موضوع وحكاية معروفة عند الكل ويمكن لك أن تسمعها في كل مكان وفي الجزائر
    الكل يطلق كلمة تعيين الرئيس لا انتخاب الرئيس.

    بعد أن اختفى عبد العزيز بوتفليقة عن الأنظار وابتعد عن الحياة السياسية
    لمدة طويلة، بدأت الاتصالات بين بوتفليقة والعسكر (الجنرالات) سنة 1991 حيث
    عرضوا عليه أن يكون عضواً في المجلس الأعلى للدولة إلاّ أنه رفض ذلك. وبعد
    أن انتهت عهدة مجلس الدولة بدأت مفاوضات أخرى من أجل تنصيبه كرئيس للبلاد
    سنة 1994، وتم التفكير في ترشيح بوتفليقة لأنه الرجل المناسب كما قال
    الجنرال خالد نزال في كتابه: (بوتفليقة - الرجل والحصيلة -) : ((اقتربت
    نهاية العهدة الرئاسية، وكان يجب تفادي بأي ثمن شغور منصب رئاسة الدولة،
    وللأسف لم تكن وضعية البلاد تسمح للجوء إلى الانتخابات، اقترح اسم عبد
    العزيز بوتفليقة وتحاورنا حول هذا الأمر مطولا وتوصلنا إلى نتيجة رغم بعض
    العوائق إلى أنّ بوتفليقة رجل المهمة)).
    جرت المفاوضات مع بوتفليقة بمطعم فيلا دار العافية وأخبروه بقبول العسكر
    تنصيبه كرئيس للبلاد ولكن بشرط أن يقبل بوتفليقة تعيينه من طرف المجتمعين
    في ندوة الوفاق الوطني التي ستُجرى بين 25 و 26 جانفي 1994 في نادي الصنوبر
    البحري، وهنا بوتفليقة يطلب مهلة للتفكير ويبدي موافقة مبدئية. إلاّ أنه
    يعود ويشترط أن يتم تعيينه من طرف المجلس الأعلى للدولة قائلا: ((شيء أكيد،
    لا أريد أن أعيّن من طرف شخص مثل عبد الحق بن حمودة أو ندوة للإطارات،
    أريد أن أستمد سلطتي من العسكر)). وفعلا قبل العسكر شرط بوتفليقة ولكن بشرط
    أن يحظر ولو لدقائق اجتماع ندوة الوفاق الوطني. وهنا بوتفليقة رفض كليا
    وظل مصراً على رأيه وموقفه.
    في يوم الثلاثاء 25 جانفي 1994 والساعة ما بعد منتصف الليل، الليامين زروال
    (الرئيس الجزائري اللاحق) وشريف بلقاسم يجتمعون مع بوتفليقة من أجل إقناعه
    بقبول عرض الجنرالات، إلاّ أنّ بوتفليقة قد حسم أمره واتخذ قراره وقال
    لهم: ((لن أعمل بالسياسة ولا أريد أن أعمل السياسة مستقبلا، أقسم بالله
    إنني لن أقبل)) وبعد ذلك استدعى الجنرالات بوتفليقة على الساعة الرابعة
    صباحا ليشرح موقفه أمامهم، إلاّ أنّ بوتفليقة اتخذ قراره و أصرّ على موقفه.
    ولم تمر الـ 48 ساعة حتى طار بوتفليقة إلى سويسرا.

    وفي ربيع 1998 أعلن الرئيس زروال تنازله عن السلطة وهنا ظهر الجنرال العربي
    بلخير على الخط الذي اجتمع ببوتفليقة في شهر جويلية في فندق - eugreB-
    بجنيف من أجل خلافته لزروال وهنا لم يبدي بوتفليقة أي موقف وطلب مهلة
    للتفكير. وبعد عودة الجنرال بلخير إلى الجزائر قدّم لرفاقه من الجنرالات
    وهم (توفيق مدين) (محمد العماري) (محمد تواتي) ( إسماعيل العماري) اقتراح
    ترشيح بوتفليقة للرئاسيات وعندما سمع الجنرال خالد نزار بالخبر قال لهم:
    ((أنتم مجانين، إنه جبان وسوف يهرب من بين أصابعكم مرة أخرى)).
    في سبتمبر 1998 يلتقي بوتفليقة بالجنرال توفيق مدين (رئيس جهاز المخابرات
    الجزائرية منذ سنة 1990 إلى يومنا هذا) في فيلا مؤسسة محمد بوضياف، اللقاء
    الذي دام سبع ساعات والذي خلُص إلى ترشيح بوتفليقة لمنصب رئيس البلاد كمرشح
    مدعوم من الجيش و جنرالاته.
    في صبيحة يوم الخميس من شهر أفريل 1999، وبعد انسحاب كافة المترشحين الستة
    من سباق الرئاسيات، يعلن بوتفليقة للجيش أنه لن يقبل بأقل من مشاركة كبيرة
    في الإقتراع من طرف الشعب واختياره من طرف أغلبية كبيرة وإلاّ سيعود إلى
    بيته. وبقي بفيلا عزيزة الفخمة يهدد الجنرالات بالانسحاب إذا لم يتحصل على
    نسبة تفوق النسبة التي فاز بها الرئيس الأسبق اليامين زروال سنة 1995. وبدأ
    بوتفليقة يتذمر وانفجر غضبا في وجه أرملة بوضياف مخبراً إياها أنه شد
    حقائبه للرحيل إلى جنيف لأنه ما عاد يرغب في كرسي الرئاسة، ويعود سبب تذمره
    إلى أنّ أصحاب القرار لم يمنحوه سوى 53 % ويقول بوتفليقة أن هذه النسبة
    مهينة لمرشح وحيد دون منافس. وبعد مدة قصيرة يحظر سيد المخابرات الجنرال
    توفيق مدين محاولا إقناع بوتفليقة الذي سيكون بعد ثلاث ساعات رئيسا
    للجزائر "منتخبا بطريقة ديموقراطية" وإعادته إلى جادة الصواب وكان الحديث
    الذي دار بينهما عنيفا، وفي الأخير قبل الجنرال توفيق طلب بوتفليقة وتم
    تنصيبه رئيسا للجزائر بنسبة 79.73%.
    وبعد هذا مباشرة أصبح بوتفليقة الرئيس السابع للجزائر والمنتخب بطريقة
    "ديمقراطية و شرعية" وبدأت عهدته الأولى والتي شنّ فيها حربا على الجيش
    وجنرالاته : (محمد العماري) و(خالد نزار) الذين أعلنوا أنهم سيقفون بطريق
    بوتفليقة إذا أراد أن يترشح لعهدة ثانية، وكان لديهم مرشحهم الخاص (علي بن
    فليس). وأما (الجنرال توفيق مدين) و(الجنرال العربي بلخير) وآخرون كانوا
    مع بوتفليقة ومع دعمه كمرشح لعهدة ثانية، وظلت طوال العهدة الحرب قائمة بين
    المعسكرين. واستطاع بوتفليقة وجماعته بعد ذلك الإطاحة بالجنرال (محمد
    العماري) و( خالد نزار) وفاز بعهدة ثانية بنسبة 90 %.

    بهذه الطريقة يعين الرئيس في الجزائر، الطريقة الديمقراطية التي تعجز عنها
    ديمقراطية بريطانيا. ربما قد اختلط على البعض الحابل بالنابل أما أنا
    فمازلت مقتنعا بأنّ بوتفليقة زاد طين الجزائر بلّة حتى أصبحت أرض الجزائر
    على شفا جرف هاو، و أغرقها في وحل ديمقراطيته.
    أفسدت عليّ حياتي هذه الأخبار، والله دمرّتني يا ناس. مئات الملفات والقصص
    أمامي عن تاريخ الجزائر المعاصر، عن تاريخ الجنرالات وكيف استحوذوا على
    الجزائر، أجمعها منذ مدة حتى أعلّق عليها وأفرغها في مقال، والله إنني أقف
    مذهولا أمام أوراقي، أبحث عن المصيبة الأولى بالكتابة، ولا أجد أية مصيبة
    أولى لكثرة المصائب و العجائب في بلد العجائب.
    وأختم بقول أحد ركائز النظام الجزائري بعد استقلال الجزائر: {العائلة
    الحاكمة لا بد لها من موظفين وخدم، وهؤلاء الموظفين والخدم هم معظم هؤلاء
    الذين يشاهدهم الشعب على شاشة التلفزيون وعلى صفحات الجرائد. والفرق بين
    العضو في عائلة النظام وبين الموظف والخادم لا يكمن بالضرورة في المنصب، بل
    في قوة التأثير. لذلك لا داعي أن تندهش إذا رأيت أو سمعت سفيرا يشتم وزير
    الخارجية. بل ورئيس الحكومة شخصيا. في داخل هذا النظام وهذه العائلة مهما
    كبرت وارتقيت، هناك دائما من يستطيع أن يهاتفك قائلا: (واش راك تخلط؟ أو
    أغلق فمك!).
    مهما كبرت في الجزائر فهنالك من هو أكبر منك ويحكمك من وراء الستار وأمّا
    هؤلاء الوزراء والرؤساء والسفراء والجنرالات الذين نراهم كل يوم يتصدرون
    الجرائد والقنوات فما هم إلاّ موظفين بدرجة: وزير أو رئيس أو جنرال أو
    فريق...
    ولكم أن تسألوا الجزائريين إذا كان بوسعهم أن يشاهدوا الجنرال توفيق مدين
    على جريدة أو قناة تلفزيونية، وهنالك الكثيرين ممن لا يعرفونه أساسا وهو
    سيد اللعبة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ملاحظة: اعتمدت على كتابي (بوتفليقة- المخادعة العظمى) للصحفي محمد بن شيكو
    و(بوتفليقة – الرجل و الحصيلة) للجنرال خالد نزار {الطبعة الفرنسية} في
    نقل بعض أحداث ما قبل مجيء بوتفليقة إلى الحكم. ولكل من يرغب أن يستزيد
    ويطلع على قصة بوتفليقة مع الجنرالات أن يطالع الكتابين
    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 8:00 pm