ثانوية معاش ابراهيم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثانوية معاش ابراهيم


    الصوفية في قصائد الأمير عبد القادر .

    yahia cherif
    yahia cherif
    مدير العام
    مدير العام


    عدد المساهمات : 127
    تاريخ التسجيل : 02/03/2012
    العمر : 29
    الموقع : عين التوتة

    الصوفية في قصائد الأمير عبد القادر . Empty الصوفية في قصائد الأمير عبد القادر .

    مُساهمة من طرف yahia cherif الأحد نوفمبر 18, 2012 1:13 am


    تبدو شطحات الأمير الصوفية في قصائده ذات أفكار متناقضة في بعض المواضيع ،
    بل أنه يعترفُ بذلك قائلا : (( فإن شئت فاثبت لي النواقض كلها )) ، و لعلّ
    ذلك يرجع الى إرتجاله تلك القصائد ، دون معاودة أو تنقيح ، بل إن وزنها
    كثيرا ما يأتي مضطربا ، فضلا عن تفكك المعاني و تناقض الأفكار ، أليس في
    تكرار أداة الإستفهام (( هل )) ثلاثين مرة خلال تسعة أبيات ، دون الإجابة
    على شيئ منها ،ما يؤكد شرودهُ الذهني ، كما نرى في هذه القصيدة ، إذ يقول :


    لقد حرتُ في أمرى ، و حرت في حيرتي *** فأي الأمور ثابت ، هو لي اي
    فهل أنا موجود ، وهل أنا معدوم *** و هل أنا ثابت ، و هل أنا منفى
    و هل أنا مُمكن ، و هل أنا واجب *** و هل أنا محجوب ، و هل أنا مزى
    و هل أنا في قيد ، و هل أنا مطلق *** و لست سماويا ، و لا أنا أرضي
    و هل أنا في حيز ، و هل عنه نازح *** و هل أنا ذا شيئ، و هل أنا لا شيئ
    و هل أنا ذا حق ، و هل أنا ذا خلق *** و هل عالمي غيب ، أو أني شهادي
    و هل أنا جوهر ، و هل أنا ذا كيف *** و هل أنا جسماني ، أو أني روحاني
    و هل أدري من أنا ، في هذا تحيرى *** و هل أنا ذا ميت ، و هل أنا ذا حي
    و هل أنا مجبور ، و هل أنا لي خيرة *** و هل أنا عالم ، و هل جاهل عى
    وهل فاعل أنا ، و هل غير فاعل *** و هل قدري يقال ، انا كسبي
    و كنتُ أراني فاعلا ، ثم بعد ذا *** رأيتني فاعل
    به و ذا بادي
    و من بعد ذا ، رأيته بي فاعلا *** يعكس الذي قد كان ، و الأمر ملوي

    و لم يبقى ذا و ذا ، و لا ذاك باقيا *** فلم يبق إلا الله ، ما له ثاني
    فإن شئت فأثبت لي النواقض كلها *** و إن شئت فادفعها ، فنشرك لي طى
    و أنى ، حال السحق و المحو و الفنا *** رجعت لا طلاقي لا رشد و لا غى


    شرح المُفردات :
    مزي الرجل مزيا : شرف و كرم ،و المزية : الفضيلة .
    شهادى: يريد الرؤية و الحس ، و ربما أراد الواقعي أو المادي .
    مجبور..خيرة : يعني هل أنا مُسير أو مُخيرفي ما أقوم به ؟
    العي : العاجز عن التفكير ، أوعن القيام بأمره.
    فاعلا به يعني مفعولا به. بادي ، ظاهر.

    ***************:

    المرجع :
    ديوان الأميرعبد القادر
    للدكتور/ أستاذ الأدب العربي جامعة الجزائر
    - زكرياء صيام -
    صدر عن ديوان المطبوعات الجامعية

    ملاحظة :
    أُقتبست هذه القصيدة من كتاب المواقف للأمير عبد القادر- ص-17

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 11, 2024 12:42 am